responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 251

وبدل أن يستمر في وفائه للإيمان راح ينفر منه[1]، ويرتد بعد أن رأى الحقيقة بعينيه كما فعل السامري قبله.

لكن الله تعالى حفظك، وحفظ صدقك وإخلاصك، لذلك كنت تمثل الحكمة والرأي السديد في كل مواقفك، في عهد رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وبعده.

أما في حياته، فقد كان أول ثمار حكمتك، تلك الخطة التي اقترحتها على رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم لتنقذ المسلمين من كيد الأحزاب، وقد كان رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم غنيا عن تلك المشورة، وكيف لا يكون غنيا، وهو المسدد بالوحي، لكنه أراد أن تكون تلك الخطة منك، ليعرف المسلمون فضلك، ويجعلك من بعده مستشارا له كما فعل رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم.وهكذا، وفي تلك الغزوة شاء الله أن ترى المزيد من الحقائق التي تدلك على المصير الذي سيصير إليه الإسلام، فقد ذكر المحدثون أنه لما أمر النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم بحفر الخندق، عرضت لهم صخرة حالت بينهم وبين الحفر، فقام رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وأخذ المِعْول، ووضع رداءه ناحية الخندق، وقال: ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [الأنعام: 115] فندر ثُلُث الحجر.. وكنت حينها قائما تنظر، فبرق مع ضربة رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم برقة، ثم ضرب الثانية، وقال: ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ


[1] نقصد به عبيـد الله بن جحش الذي قال عنه ابن إسحاق عند ذكر بعض من اعتزل عبادة قريش للأصنام: (وهم: ورقة بن نوفل، وعبيد الله بن جحش، وعثمان ابن الحويرث.. وأمـا عبيـد الله بن جحش فأقام على ما هو عليه من الالتباس حتى أسلم، ثم هاجر مع المسلمين إلى الحبشة، ومعه امرأته أم حبيبة بنت أبي سفيان مسلمة، فلما قدمها تنصّر وفارق الإسلام، حتى هلك هناك نصرانياً.. وكان عبيد الله بن جحـش ـ حين تنصَّر ـ يمر بأصحاب رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وهم هنالك من أرض الحبشة، فيقول: فقّحنا وصأصأتم؛ أي أبصرنا، وأنتم تلتمسون البصر ولم تبصروا بعد) (سيرة ابن هشام (1/ 223)، إسحاق بن راهويه في مسنده (4/27)

اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 251
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست