responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 250

وكان الرقُّ قد حبسني، حتى فاتني مع رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم (بدر)، و(أُحُد)، ثم عتقت فشهدت الخندق، ثم لم يفتني معه مشهد)

هذه هي رحلتك كما قصصتها على ابن عباس وغيره من الصحابة، وقد وصلتنا كما ذكرتها، واستفدنا منها كثيرا، لا ما يتعلق بشخصك فقط، وإنما بالقيم التي تحكم الشخصية المسلمة الممتلئة بالحكمة والعقلانية والتريث والأدب.

وقد ظل هذا البحث عن الحقيقة والتضحية في سبيلها بكل شيء معك جميع حياتك إلى أن توفاك الله، فقد كنت تعلم أن الابتلاء الإلهي الذي تعرضت له الأديان السابقة ستتعرض له هذه الأمة أيضا، فلذلك رحت تبحث عن الأوصياء حتى لا يكون للهوى أي مجال للتلاعب بك، وبدينك.

2. الدال على الحقيقة:

لم يكن ذلك وحده ما مثل شخصك الكريم؛ فما فعلته من تلك الرحلة لم يكن سوى المقدمة، ولو اكتفيت بها لما نلت تلك المراتب الرفيعة، والمناقب العظيمة التي شرفت بها من دون أكثر الصحابة.. فهناك من وصل إلى ما وصلت إليه من نبع الحقيقة لكنه بدل أن يستمر في الري منها، راح ينهل من المنابع المكدرة.لقد ذكر الله تعالى ذلك، فقال: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الأعراف: 175، 176]

بل إنك رأيت ذلك بأم عينيك من ذلك الصحابي الذي أسلم، وهاجر إلى الحبشة،

اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 250
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست