اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 253
دقة،
ولا تكتفي بتنفيذها، وإنما تستعمل كل ما لديك من حكمة، حتى تدعو لها.
لقد
كان أول مواقفك ما ذكره المؤرخون من اعتراضك على ما حصل في السقيفة من البيعة التي
لم يشارك فيها كل المسلمين، والتي استبعد فيها الإمام علي، وقد روى البلاذري وغيره
عن أحمد بن يحيى الجوني، قال: (قال سلمان الفارسي حين بويع أبو بكر: (كرداذ
وناكرداذ) ـ أي عملتم وما عملتم ـ لو بايعوا علياً لأكلوا من فوقهم ومن تحت
أرجلهم) [1]
وقلت
حينها مخاطباً المبايعين: (أصبتم الخير، ولكن أخطأتم المعدن)، وقلت لهم: (أصبتم ذا
السن منكم، ولكن أخطأتم أهل بيت نبيكم، أما لو جعلتموها فيهم ما اختلف منكم اثنان ولأكلتموها
رغداً)[2]
وقمت
فيهم خطيبا، فقلت: (ألا أيها الناس، اسمعوا عني حديثي، ثم أعقلوه عني، ألا واني
أوتيت علماً كثيراً، فلو حدثتكم بكل ما أعلم من فضائل أمير المؤمنين لقالت طائفة
منكم: هو مجنون. وقالت طائفة أخرى: اللهم اغفر لقاتل سلمان. ألا إن لكم منايا
تتبعها بلايا، ألا وان عند علي علم المنايا والبلايا، وميراث الوصايا وفصل الخطاب
وأصل الأنساب، على منهاج هارون بن عمران من موسى عليه السلام، إذ يقول رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
فيه: (أنت وصيي في أهل بيتي، وخليفتي في أمتي، وأنت مني
بمنزلة هارون من موسى)، ولكنكم أخذتم سنة بني إسرائيل، فأخطأتم الحق، فأنتم تعلمون
ولا تعملون، أما والله لتركبن طبقاً عن طبق حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة.. أما
والذي نفس سلمان