responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 247

كان فلان أوصى بي إلى فلان، وأوصى بي فلان إلى فلان، وأوصى بي فلان إليك، فقال: أي بني، والله ما أعلم أحدًا على مثل ما نحن عليه إلا رجلاً بعمورية من أرض الروم، فأتِه، فإنك ستجده على مثل ما كنا عليه، فلما واريته خرجتُ حتى قدمت على صاحب عمورية، فوجدته على مثل حالهم، فأقمت عنده واكتسبت حتى كانت لي غنيمة وبقرات، ثم حضرته الوفاة)

وهكذا ظللت تتردد بين أيدي الأوصياء، تتعلم على أيديهم، إلى أن هداك الله إلى شمس الحقائق وقبلتها.. لقد قلت تصف طريق ذلك: (فقلت: يا فلان إن فلانًا (كان) أوصى بي إلى فلان، وفلان إلى فلان، وفلان إليك، وقد حضرك ما ترى من أمر الله (تعالى) فإلى مَن توصيني؟ قال: أي بني، والله ما أعلمه بقي أحد على مثل ما كنا عليه، آمرُك أن تأتيه، ولكنه قد أظلك زمان نَبِيٍّ يبعث من الحرم، مهاجرُه بين حرَّتينِ إلى أرض سَبِخة ذات نخيلٍ، وإن فيه علامات لا تخفى، بين كتفيه خاتم النبوة، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، فإن استطعت أن تخلصَ إلى تلك البلاد فافعل، فإنه قد أظلك زمانه)

وهنا بدأت رحلتك الجديدة إلى النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، وقد أراد الله أن يذيقك فيها بعض أنواع البلاء، بل أشدها، حتى يحصل لك ما حصل لأصحابه المنتجبين، وربما في نفس الوقت الذي كانوا يتعذبون فيه، لقد قلت تصف ذلك: (فلما واريناه، أقمت حتى مرَّ بي رجال من تجار العرب من كلب، فقلت لهم: تحملونني معكم إلى أرض العرب، وأعطيكم غنيمتي هذه وبقراتي؟ قالوا: نعم، فأعطيتهم إيَّاها وحملوني، حتى إذا جاءوا بي وادي القرى، ظلموني فباعوني عبدًا من رجلٍ من يهود بوادي القرى)

وفي الوقت الذي تعرضت فيه للعبودية، لم تكن تبالي بها، بل كان كل همك مصروفا نحو رسول الله a، لقد قلت تصف حالك: (فوالله، لقد رأيت النخل وطمعت

اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست