responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 246

ذلك، قالوا: والله لا يدفن أبدًا، فصَلَبوه على خشبة ورَمَوه بالحجارة، وجاؤوا برَجُل آخر فجعَلوه مكانه)

وقد أراد الله أن يريك عالم الدين بكل معانيه، فلذلك أراك الصالحين، كما أراك المفسدين حتى لا تقع أسيرا لتلك الأحكام الجائرة التي تعمم مواقفها على كل شيء تصادفه، بسبب ما يقع لها من أحداث، لقد قلت تصفه، وتثني عليه: (فلا والله ما رأيتُ رجلاً قط لا يصلي الخمس، أرى أنه أفضل منه وأشد اجتهادًا ولا زهادة في الدنيا، ولا أدأب ليلاً ونهارًا منه، ما أعلمني أحببتُ شيئًا قط قبله حبه، فلم أزل معه حتى حضرتْه الوفاةُ)

وهنا هداك الله إلى الوصية، وكون الأرض لا تخلو من قائم لله بحجته، فلذلك طلبت من الأسقف أن يدلك على وارثه، أو وصيه، أو من يمكنه أن يقوم مقامه، فدلك عليه، لقد قلت تصف ذلك: (فقلت: يا فلان، قد حضرك ما ترى من أمر الله، وإني واللهِ ما أحببتُ شيئًا قط حبك، فماذا تأمرني؟ وإلى مَن توصيني؟ فقال لي: أي بُنَي، والله ما أعلمه إلا رجلاً بالموصل فأتِه، فإنك ستجده على مثل حالي، فلما مات وغيِّب لحقت بالموصل فأتيتُ صاحبها، فوجدته على مثل حاله من الاجتهاد والزهادة في الدنيا، فقلت له: إن فلانًا أوصى بي إليك أن آتيَك وأكون معك، قال: فأقم أي بُنَي، فأقمتُ عنده على مثل أمر صاحبه حتى حضرته الوفاة، فقلت له: إن فلانًا أوصى بي إليك وقد حضرك من أمرِ الله ما ترى، فإلى مَن توصيني؟ قال: والله ما أعلمه أي بني، إلا رجلاً بنَصيبينَ، وهو على مثل ما نحن عليه، فالحَقْ به، فلما دفنَّاه لحقت بالآخر، فقلت له: يا فلان، إن فلانًا أوصى بي إلى فلان، وفلان أوصى بي إليك، قال: فأقم يا بُنَي، فأقمتُ عنده على مثل حالهم حتى حضرتْه الوفاة، فقلت له: يا فلان، إنه قد حضرك من أمر الله ما ترى، وقد

اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 246
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست