اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 248
أن
يكون البلد الذي نعت لي صاحبي، وما حقت عندي حتى قدم رجل من بني قريظة من وادي
القرى، فابتاعني من صاحبي الذي كنت عنده، فخرج بي حتى قدِم بي المدينة، فوالله، ما
هو إلا أن رأيتُها فعرفت نعتها، فأقمت في رقٍّ مع صاحبي، وبعث الله رسوله a بمكة، لا يذكر لي
شيء من أمره، مع ما أنا فيه من الرق، حتى قدم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قُباء، وأنا أعمل لصاحبي في
نخلة له، فوالله إني لفيها إذ جاء ابن عمٍّ له فقال: يا فلان، قاتل الله بني قيلة،
والله إنهم الآن لفي قُباء مجتمعون على رجل جاء من مكة، يزعمون أنه نبي)
وهنا
انتفضت انتفاضة عظيمة، فقد تحقق لك كل ما كنت تحلم به.. لقد قلت تصف حالك حينها: (فوالله
ما هو إلا أن سمعتُها، فأخذتني العرواء (الرعدة)، حتى ظننت لأسقطن على صاحبي،
ونزلت أقول: ما هذا الخبر؟ ما هو؟ فرفع مولاي يدَه، فلكمني لكمة شديدة، وقال: ما
لك ولهذا؟ أقبل قبل عملك، فقلت: لا شيء، إنما سمعت خبرًا فأحببتُ أن أعلمه)
في ذلك
المساء المبارك، رحت بكل ما عندك من الصدق والإخلاص إلى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
ولكنك لم تكن لتسلم دون أن تعرف البينة، خشية أن تقع في لصوص الأديان.. لقد قلت
تصف ذلك: (فلمَّا أمسيتُ، وكان عندي شيء من طعام، فحملته وذهبت به إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وهو بقُباء، فقلت:
إنه قد بلغني أنك رجل صالح، وأن معك أصحابًا لك غرباء، وقد كان عندي شيء للصدقة،
فرأيتُكم أحقَّ مَن بهذه البلاد به، فها هو ذا فكُلْ منه، فأمسك رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بيده، وقال لأصحابه:
(كُلُوا) ولم يأكل، فقلت في نفسي: هذه خلة مما وصف لي صاحبي، ثم رجعت، وتحوَّل
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم إلى المدينة، فجمعت شيئًا كان عندي، ثم جئته به، فقلت: إني قد رأيتُك لا
تأكل الصدقة، وهذه هدية وكرامة
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 248