responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 235

معاوية ما أدرى بقتل أيهما أنا أشد فرحا.. والله لو بقى ذو الكلاع حتى يقتل عمار لمال بعامة قومه إلى على، ولأفسد علينا جندنا) [1]

لن أقص عليك كل ما ذكره المؤرخون من مآس، وإنما سأكتفي بذكر شهادتك.. فما أجمل ذلك اليوم الذي سرت فيه إلى ربك، لتلقى الأحبة الذين عشت جميع حياتك مشتاقا لهم.

لقد كنت حينها ممتلئا سرورا وسعادة ليقينك بأنك قد أكملت جميع الكلمات التي كلفت بها، وحفظت جميع عهود النبوة، وأنه آن لشهادتك التي تأخرت، أن يتحقق أجلها، فتلتحق بأبيك وأمك، بعد أن أكملت كل ما عليك من وظائف.

لقد ذكر المؤرخون أنك قبل استشهادك أصابتك تلك الغشية التي سببها لك المشركون في حرب التنزيل، ثم سببها من بعدهم المبدلون في حرب التأويل، فرووا عن بعضهم أنه قال: (نظرت إلى عمار بن ياسر يوما من أيام صفين رمى رمية فأغمى عليه ولم يصل الظهر، ولا العصر، ولا المغرب، ولا العشاء، ولا الفجر ثم أفاق فقضاهن جميعا، يبدأ بأول شيء فاته، ثم بالتي تليها)

ويوم استشهادك جيء لك بشربة من لبن، ففرحت عندما رأيتها، ثم قلت: إنى سمعت خليلي رسول الله a يقول: (إن آخر زادك من الدنيا شربة لبن) [2]

وبعد أن شربتها، خرجت تردد في ساحة المعركة:

كلا ورب البيت لا أبرح أجي

حتى أموت أو أرى ما أشتهى


[1] وقعة صفين (ص: 341)

[2] وقعة صفين (ص: 342)

اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 235
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست