responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 234

دماءهم، وحرضت على ذلك، فعلام تقاتلنا؟ أو لسنا نعبد إلها واحدا، ونصلي إلى قبلتكم، وندعو دعوتكم، ونقرأ كتابكم، ونؤمن برسولكم.

رحت حينها تبين له الفرق بين معركة التنزيل، ومعركة التأويل، فقلت: (الحمد لله الذى أخرجها من فيك، إنها لي ولأصحابي: القبلة، والدين، وعبادة الرحمن، والنبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، والكتاب من دونك ودون أصحابك.. الحمد لله الذى قررك لنا بذلك، دونك ودون أصحابك، وجعلك ضالا مضلا.. وسأخبرك علام قاتلتك عليه أنت وأصحابك.. أمرني رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أن أقاتل الناكثين، وقد فعلت، وأمرني أن أقاتل القاسطين، فأنتم هم.. وأما المارقون فما أدرى أدركهم أم لا.. أيها الأبتر، ألست تعلم أن رسول الله a قال لعلى: (من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)، وأنا مولى الله ورسوله a وعلى بعده، وليس لك مولى)

لم يلتفت عمرو لتلك الحقائق التي كنت تقولها له، والتي كان يعلمها، ويتجاهلها، ولذلك راح يهون من شأنك، فقد كانوا يسبونك بسوادك، وبأمك الشهيدة، ويسمونك ابن سمية، فقلت له: (إن الكريم من أكرمه الله، كنت وضيعا فرفعني الله، ومملوكا فأعتقني الله، وضعيفا فقواني الله، وفقيرا فأغناني الله)

وانتهى المجلس، وعاد البغاة إلى ديارهم، من دون أن يلفتوا لتلك الأحاديث العظيمة التي وردت في حقك، مع كونهم من رواتها.. ولكن الشيطان الذي استطاع أن يحتال على الأمم الأخرى ببغيها وحسدها استطاع أن يحتال على هذه الأمة أيضا.

وقد استطاع عمرو أن يحتال على ذي الكلاع، حيث قال له: (إنه سيرجع إلينا، ويفارق أبا تراب)، فصدقه ذو الكلاع، وبقي في عسكر الفئة الباغية، ينتظر عودة عمار إلى معاوية، وقد شاء الله أن يقتلا في نفس اليوم.. حينها قال عمرو مخاطبا معاوية: (والله يا

اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 234
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست