responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 210

يدي الفئة الباغية.. فعن بعض أهلك قالت: اشتكى عمار بن ياسر شكوى ثقل منها، فغشي عليه، فأفاق، ونحن نبكي حوله قال: ما يبكيكم؟ أتحسبون أني أموت على فراشي، أخبرني حبيبي رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أنه تقتلني الفئة الباغية، وأن آخر زادي مذقة من لبن)[1]

وهكذا شهد لك الله ورسوله بالإيمان والتقوى وكل خصال الصلاح، ولذلك كان الإمام علي ـ كلما دخلت عليه ـ قال: (مرحبا بالطيب المطيب، سمعت رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يقول: عمار ملئ إيمانا إلى مشاشه) [2]

وهكذا لا يجرؤ أحد على المساس بفضلك، أو تكذيب ما ورد في حقك، حتى البغاة الذين يبغضونك، لم يستطيعوا أن يمسحوا تلك التعاليم التي وردت بشأنك، وإن كانوا يؤولونها بكل صنوف التأويل، ويفرون منها بكل أنواع الفرار.لقد قال بعض المحدثين يلخص ما ورد فيك من الآثار: (عمار بن ياسر أبو اليقظان، الممتلئ من الإيمان، والمطمئن بالإيقان، والمتثبت حين المحنة والافتتان، والصابر على المذلة والهوان، من السابقين الأولين، سبق إلى قتال الطغاة زمن النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، وبقي إلى طعان البغاة مع الوصي، كان له من النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم إذا استأذن البشاشة والترحيب، والبشارة بالتطييب، كان لزينة الدنيا واضعا، ولنخوة النفس قامعا، ولأنصار الدين رافعا، ولإمام الهدى تابعا، كان من أهل بدر، وبعثه عمر على الكوفة أميرا، وكتب إليهم أنه من النجباء من أصحاب محمد a، كان أحد الأربعة الذين تشتاق إليهم الجنة، لم يزل يدأب


[1] مسند أبى يعلى ج 3 ص 189 حديث 1614.

[2] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1/ 139)

اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 210
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست