اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 195
حتى
يفرغ من صلاته.. يا باغي العلم، تصدّق من قبلِ أن لا تُعطى شيئا، ولا جميعه، إنما
مَثل الصدقة لصاحبها، مَثلُ رجل طلبه قوم بدم، فقال لهم. لا تقتلوني، اضربوا لي أجلا
أسعى في رجالكم ! كذلك المرء المسلم بإذن الله، كلما تصدق بصدقة، حلَّ بها عقدة من
رقبته، حتى يتوفى الله عز وجل أقواماً وهو عنهم راض، ومن رضي الله عز وجل عنه، فقد
أمن من النار.. يا باغي العلم، إن هذا اللسان مفتاح خير، ومفتاح شر، فاختم على فمك
كما تختم على ذَهبك وعلى وَرِقِك.. يا باغي العلم، إن هذه الأمثال ضربها الله عز
وجل للناس، وما يعقلها إلا العالمون) [1]
وقد
كانت تلك الصيحات التي تدعو فيها الفقراء والمستضعفين إلى المطالبة بحقوقهم،
والثورة على المتكبرين الكانزين للأموال سببا في حقدهم عليك، حتى أنهم هددوك بكل
ما يهدد به المتكبرون المستضعفين، وقد ذكرت ذلك، فقلت: (إن بني أمية تهددني بالفقر
والقتل، ولبطن الأرض أحب إلي من ظهرها، وللفقر أحب إلي من الغنى)، فسألك بعضهم عن
سر تلك التهديدات، وقال لك: يا أبا ذر ما لك إذا جلست إلى قوم قاموا وتركوك؟ فقلت
له: (إني أنهاهم عن الكنوز) [2]
وقد
ذكر المؤرخون الروايات الكثيرة التي تذكر أسباب تلك التهديدات التي تعرضت لها،
ومنها أن رجلا أتاك فقال: إن مصدقي عثمان ازدادوا علينا، أنغيب عنهم بقدر ما
ازدادوا علينا؟ فقال: (لا، قف مالك، وقل ما كان