اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 194
يستأمرك
أن يذهب بخيرها أو شرها من هلاك أو موت، والوارث ينتظر أن تضع رأسك ثم يستاقها،
وأنت ذميم. فإن استطعت أن لا تكون أعجز الثلاثة فلا تكونن، فإن الله عز وجل يقول: ﴿لَنْ
تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ [آل عمران: 92]،
ألا وإن هذا الجمل مما كنت أحب من مالي، فأحببت أن أقدمه لنفسي) [1]
وكنت
تقول لهم: (ليأتين عليكم زمان يغبط الرجل فيه بخفة الحاذ كما يغبط اليوم فيكم أبو
عشرة) [2]وتقول
لهم: (ذو الدرهمين أشد حسابا من ذي الدرهم) [3]
وقد
ذكر الإمام الباقر بعض خطبك في الناس، ومنها قولك: (يا مبتغى العلم، لا يشغلك أهل
ولا مال عن نفسك.. أنت يوم تفارقهم كضيف بتَّ فيهم ثم غدوت إلى غيرهم. الدنيا
والآخرة كمنزل تحولت منه إلى غيره. وما بين البعث والموت، إلا كنومة نمتها، ثم استيقظت
منها.. يا جاهل العلم تعلَّم، فانَّ قلباً ليس فيه شرف العلم، كالبيت الخراب الذي
لا عامرَ له) [4] ومنها قولك: (يا باغي العلم، قدّم لمقامك بين يدي الله، فانك مرتهن بعملك،
كما تدين تُدان.. يا باغي العلم، صلِّ قبل أن لا تقدر على ليل ولا نهار تصلي فيه !
إنما مَثلُ الصلاة لصاحبها، كمثل رجل دخل على ذي سلطان فأنصتَ له حتى فرغ من حاجته.
وكذا المرء المسلم بإذن الله عزَّ وجلّ، ما دام في الصلاة، لم يزل الله عز وجل
ينظر إليه