اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 187
والأرض
رزقه، وكففت عليه ضيعته، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر.. يا أبا ذر: لو أن ابن
آدم فرَّ من رزقه كما يفرّ من الموت، لأدركه رزقه كما يدركه الموت)
[1]
ودعاك
إلى اللجوء إلى الله في كل حالاتك، فقال: (يا أبا ذر: ألا أعلِّمك كلمات ينفعك
الله عز وجل بهنّ؟)، فقلت: بلى يا رسول الله.. فقال a: (احفظ الله تجده أمامك.
تعرَّف إلى الله تعالى في الرخاء، يَعرِفك في الشِّدّة، واذا سألت، فاسأل الله،
واذا استغنيت، فاستغنِ بالله، فقد جرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، ولو أن
الخَلق كلهم جهدوا أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك، ما قدِروا عليه، فان استطعت
أن تعمل للهِ تعالى بالرضا واليقين، فافعل، فان لم تستطع فاصبِر، فإنَّ في الصبر
على ما تكره خيراً كثيراً، وانّ النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وان مع العسر
يسراً) [2]
وحذرك
من الكذب وعواقبه، فقال: (إنّ الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى، فيكتب له
بها رضوانه إلى يوم القيامة. وان الرجل ليتكلم بالكلمة في المجلس ليضحكهم بها،
فيهوي في جهنم ما بين السماء والأرض.. يا أبا ذر: ويل للذي يتحدث فيكذب ليضحِكَ به
القوم، ويل له. ويل له. ويل له) [3]وحذرك من الغيبة
وعواقبها، وبين لك ما يقابلها من الأعمال، فقال: (يا أبا ذر: من ذَبَّ عن أخيه
المسلم المؤمنِ الغيبة، كان حقَّاً على اللهِ جل ثناؤه أن يعتقه من النار.. يا أبا
ذر: من اغتيب عنده أخوه المسلم، وهو يستطيع نصره فَنَصره، نصره الله عز وجل في