اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 134
سألت
قولك: (اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد، ونعيما لا ينفد، ومرافقة نبيك محمد a
في أعلى جنان الخلد)[1]، وهذه إحدى بشارات
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لك بالجنة، ولو أنك لا تُذكر في المبشرين بها، بسبب عدم كونك من قريش.
ومما
يروى في ذلك الحديث الذي يمثل قيمة من قيم الإيمان التي عبث بها التحريف، فقد روي
أنك تسلقت شجرة تجتني بعض ثمارها، وكنت دقيق الساقين، فجعلت الريح تكفؤك، فضحك الحضور
منك، ومن ساقيك، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (مم تضحكون؟)، قالوا: يا نبي الله، من دقة ساقيه، فقال a: (والذي نفسي بيده، لهما أثقل
في الميزان من أحد)[2]
ولهذا
كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يستعمل كل الوسائل لتقريبك، وإزالة تلك النفرة عنك،
والتي كان سببها تلك الأخلاق الجاهلية التي تفرق بين الناس على أساس أنسابهم
وأجسامهم وغناهم وفقرهم.
ولهذا
كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يخبر عن حبه لقراءتك، حتى
يجتمع الناس إليك بسببها، منشغلين عن جسمك ونسبك، وقد ذكرت بعض مشاهد ذلك، فقلت:
(قال لي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم:
(اقرأ علي القرآن)، قلت: يا رسول الله! أقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: (إني أشتهي أن
أسمعه من غيري)، فقرأت عليه سورة النساء حتى بلغت: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا
مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ، وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيداً﴾
[النساء: 41]، فغمزني برجله، فإذا عيناه