اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 133
والمدينة
في الوقت الذي لم يولد فيه أولئك الذين عهد إليهم بتلك المهمة الخطيرة، وقد قلت في
ذلك متأسفا: (لقد قرأت من في رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم سبعين سورة، وزيد له
ذؤابة يلعب مع الغلمان) [1]
وكنت
تقول لهم: (والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم أين نزلت وأعلم
فيما نزلت، ولو أعلم أن أحدا أعلم مني بكتاب الله تناله المطي لأتيته)
وكنت
تقول لهم: (لقد قرأت على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم سبعين
سورة، ولقد علم أصحاب محمد أني أعلمهم بكتاب الله، ولو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله
مني لرحلت إليه)، قال الراوي: (فجلست في حلق من أصحاب محمد a، فما سمعت أحدا منهم يعيب
عليه شيئا مما قال، ولا يرد عليه)[2]
وكنت
تقول لهم: (عجبا للناس وتركهم قراءتي، وأخذهم قراءة زيد، وقد أخذت من في رسول الله
a سبعين سورة، وزيد بن ثابت صاحب
ذؤابة غلام يجيء ويذهب بالمدينة) [3]بل
إن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم هو
الذي شهد لك بذلك، وأنت لم تكن تردد سوى شهادة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فيك، ففي الحديث أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مر عليك، وأنت قائم تصلي، فافتتحت سورة النساء، فقال a: (من أحب أن يقرأ القرآن غضا
كما أنزل، فليقرأ قراءة ابن أم عبد)، ثم أخذت في الدعاء، فجعل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقول: (سل تعط)، فكان فيما
[1]
رواه أحمد 1 / 389، 405، 414، 442، وأبو نعيم في " الحلية " 1 / 125.