وقد
كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يبين لصحابته قدراتك حتى يستفيدوا منها في خدمة الإسلام، وتبليغ
قيمه، حتى لا تتاح الفرص للطلقاء واليهود وغيرهم، فعن أبي الدرداء قال: خطب رسول
الله a خطبة
خفيفة فلما فرغ من خطبته قال: (يا أبا بكر! قم فاخطب) فقام أبو بكر فخطب فقصر دون
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم ثم
قال: (يا عمر قم فاخطب)، فقام عمر فقصر دون أبي بكر ثم قال: (يا فلان قم فاخطب)
فشقق القول، فقال له رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (اسكت أو اجلس، فإن التشقيق من الشيطان، وإن البيان من السحر)، وقال:
(يا ابن أم عبد قم فاخطب)، فقام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (أيها الناس إن
الله عز وجل ربنا، وإن الإسلام ديننا، وإن القرآن إمامنا، وإن البيت قبلتنا، وإن
هذا نبينا)، وأومأ إلى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم رضينا ما رضي الله لنا ورسوله، وكرهنا ما كره الله لنا ورسوله، والسلام
عليكم)، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (أصاب ابن أم عبد، وصدق، رضيت بما رضي الله لأمتي وابن أم عبد وكرهت ما
كره الله لأمتي وابن أم عبد)[2]
لكنهم
للأسف قصروا في الكثير من ذلك، وقد تأثرت بذلك التقصير، عندما رحت تلومهم على
جعلهم زيدا بن ثابت الأنصاري على رأس اللجنة التي شكلت لجمع القرآن الكريم، مع أنه
كان يبلغ من العمر عند قدوم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم المدينة
لا يتجاوز إحدى عشرة سنة، أي أنك أسلمت قبل مولده.
لذلك
كنت تذكر لهم أنك عشت مع القرآن، وكنت تتبع نزول كل آياته في مكة