وبعد
وفاة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
ظللت وفيا لعهده، لم تغير ولم تبدل، بل كنت تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر،
وتواجه النفاق، وتدعو إلى مواجهته، وتقول: (جاهدوا المنافقين بأيديكم فإن لم
تستطيعوا فبألسنتكم فإن لم تستطيعوا إلا أن تكفهروا في وجوههم فافعلوا)
وكنت ـ
بسبب ما تراه من تلاعب بالقيم القرآنية وتحريف لها وتقريب لليهود وغيرهم وإعطائهم
الفرصة لتفسير القرآن بأساطيرهم وخرافاتهم ـ تدعو إلى العودة إلى القرآن الكريم،
وتفعيله في جميع نواحي الحياة، وكنت تصف لهم قارئ القرآن الكريم، فتقول: (ينبغي
لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس يفطرون، وبحزنه
إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخلطون، وبخشوعه
إذا الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حكيما حليما عليما
سكيتا، ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافيا، ولا غافلا، ولا صخابا، ولا صياحا،
ولا حديدا) [2]
وكنت
تقول لهم: (إن هذا القرآن مأدبة الله، فمن استطاع أن يتعلم منه شيئا فليفعل، فإن
أصفر البيوت من الخير الذي ليس فيه من كتاب الله شيء، وإن البيت الذي ليس فيه من
كتاب الله شيء كخراب البيت الذي لا عامر له، وإن الشيطان يخرج من