اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 59
أولياء الله
من أصحاب محمد a من
المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان.. إذا غضبوا على رجل حبسوه أو ضربوه أو حرموه
أو سيّروه (نفوه)، وفيئنا لهم في أنفسهم حلال، ونحن لهم فيما يزعمون قطين (أي رقيق
وعبيد)
ثم قام سهل
بن حنيف، فقال: (يا أمير المؤمنين. نحن سلم لمن سالمت وحرب
لمن حارب، ورأينا رأيك، ونحن كفّ يمينك، وقد رأينا أن تقوم بهذا الأمر في أهل
الكوفة، فتأمرهم بالشخوص، وتخبرهم بما صنع الله لهم في ذلك من الفضل، فإنهم هم أهل
البلد وهم الناس، فإن استقاموا لك استقام لك الذي تريد وتطلب، وأما نحن صحابة رسول
الله a، فليس عليك منّا خلاف، متى دعوتنا
أجبناك، ومتى أمرتنا أطعناك)[1]
وهكذا أحييت
نفس ما فعله رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يوم بدر، حين
استشار أصحابه في المسير إلى المشركين.. وحينها كانت نفس الإجابات، ونفس الصدق،
ونفس العزيمة.
ولم تكتف
سيدي بما أشير عليك لتتخذه ذريعة لسن القوانين التي تفرضها على رعيتك.. وإنما رحت
تتيح لهم كل الحرية في المشاركة وعدم المشاركة.. فقد رأيت قوما لا يرغبون في الحرب، فقلت لهم: (خذوا عطاءكم، واخرجوا
إلى الدّيلم)[2].. أي إلى حدود
البلاد لحماية ثغور المسلمين.
وأتتك جماعة،
وهم يومئذ أربعمائة رجل ـ وكنت بحاجة شديدة إليهم ـ فقالوا: (إنا شككنا في هذا
القتال على معرفتنا بفضلك، ولا غنى بنا ولا بك ولا المسلمين عمن يقاتل العدو،
فدعنا لبعض الثغور فنكون به ثم نقاتل عن أهله)، فلم تملك إلا أن تتركهم، وما
أرادوا، ثم وجهتهم إلى ثغر الري[3].