اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 60
هذه مجرد أمثلة
بسيطة عن مشاركتك لرعيتك في الحكم، ولها أخوات كثيرات لا يمكن إحصاؤها.. حتى أنهم
ـ وبسبب استشارتك لهم في كل محل ـ بالغوا في ذلك حتى قلت ـ مخاطبا لهم ـ: (أفسدتم
عليّ رأيي حتى قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب.. للّه
أبوّهم! وهل أحد منهم أشدّ لها مراسا، وأقدم فيها مقاما منّي؟ لقد نهضت فيها وما
بلغت العشرين، وها أنا ذا قد ذرفت على الستّين. ولكن لا رأي لمن لا يطاع)[1]
وقلت مخاطبا
لهم غاضبا منهم: (أما والّذي نفسي بيده، ليظهرنّ هؤلاء القوم عليكم، ليس لأنّهم
أولى بالحقّ منكم، ولكن لإسراعهم إلى باطل صاحبهم، وإبطائكم عن حقّي.. ولقد أصبحت
الأمم تخاف ظلم رعاتها، وأصبحت أخاف ظلم رعيّتي، استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا،
وأسمعتكم فلم تسمعوا، ودعوتكم سرّا وجهرا فلم تستجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا. أشهود
كغيّاب، وعبيد كأرباب؟! أتلو عليكم الحكم فتنفرون منها، وأعظكم بالموعظة البالغة
فتتفرّقون عنها، وأحثّكم على جهاد أهل البغي فما آتي على آخر قولي حتّى أراكم
متفرّقين أيادي سبا، ترجعون إلى مجالسكم، وتتخادعون عن مواعظكم، أقوّمكم غدوة،
وترجعون إليّ عشيّة، كظهر الحنيّة، عجز المقوّم وأعضل المقوّم) [2]
وكنت تقارن
بأصحاب معاوية الذين يطيعونه في معصية الله، وتقول: (أيّها القوم الشّاهدة
أبدانهم، الغائبة عنهم عقولهم، المختلفة أهواؤهم، المبتلى بهم أمراؤهم، صاحبكم
يطيع اللّه وأنتم تعصونه، وصاحب أهل الشّام يعصي اللّه وهم يطيعونه؟! لوددت واللّه
أنّ معاوية صارفني بكم صرف الدّينار بالدّرهم، فأخذ منّي عشرة منكم