responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 193

في خطبتك.

وذكرت أن الله تعالى فرض على البصر أن لا ينظر إلى ما حرّم الله عزّ وجل عليه، فقال عزّ من قائل: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ ويَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾[ النور: 30])

وذكرت أن الله تعالى (فرض على اللسان الإقرار والتعبير عن القلب بما عقد عليه، فقال عزّ وجلّ: ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وما أُنْزِلَ إِلَيْنا﴾[ البقرة: 136]، وقال عزّ وجل: ﴿وقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً﴾[ النحل: 106]

وذكرت أن الله تعالى (فرض على القلب وهو أمير الجوارح، الذي به تعقل وتفهم، وتصدر عن أمره ورأيه، فقال عزّ وجل: ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ﴾، وقال تعالى حين أخبر عن قوم أعطوا الإيمان بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم: ﴿الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ ولَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ‌﴾، وقال عزّ وجلّ: ﴿أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ‌﴾، وقال عزّ وجل: ﴿وإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ ويُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ﴾

وهكذا رحت إلى كل الجوارح تذكر الفرائض المرتبطة بها، مستدلا على ذلك بالقرآن الكريم، والمعاني العظيمة التي حواها.

ثم ختمت وصيتك له بدعوته للقرآن الكريم، فهو الكتاب الذي حوى كل شيء، فقلت له: (فهذا ما فرض اللّه تبارك وتعالى على جوارحك، فاتق اللّه يا بني واستعملها بطاعته ورضوانه، وإيّاك أن يراك اللّه تعالى عند معصيته! أو يفقدك عند طاعته، فتكون من الخاسرين، وعليك بقراءة القرآن، والعمل‌ بما فيه، ولزوم فرائضه وشرائعه، وحلاله وحرامه، وأمره ونهيه، والتهجّد به، وتلاوته في ليلك ونهارك، فإنه عهد من اللّه تبارك وتعالى إلى خلقه، فهو واجب على كل مسلم أن ينظر كل يوم في عهده ولو خمسين آية.

اسم الکتاب : رسالة إلى الإمام علي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 193
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست