اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 99
أمياه،
ما شأنكم تنظرون إلي؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم. فلما رأيتهم يصمتونني،
لكني سكت فلما صلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه، فوالله ما كهرني،
ولا ضربني، ولا شتمني، بل قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس،
إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن)[1]
ولذلك
كنت تقول لهم: (إن الله لم يبعثني معنتًا ولا متعنتًا، ولكن بعثني معلمًا
وميسِّرًا) [2]
وقد
كنت ـ لأجل تحقيق ذلك ـ تمارس كل أساليب التعليم الذي يوصل المعلومة إلى العقل
والنفس بكل هدوء.. وقد كان من ذلك تلك الأسئلة التي كنت تحفز بها عقولهم، لتعلمهم
كيف يفكرون، ويعتبرون، فلا علم من دون تفكر ولا اعتبار..
فقد
كنت تقول لهم متسائلاً:(أتدرون ما الغيبة)[3].. (أتدرون من المفلس)[4].. (أتدرون ما أخبارها؛ فإن
أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها، أن تقول علي عمل كذا وكذا،
في يوم كذا وكذا، فهذه أخبارها)[5].. (أتدرون ما هذه الريح؟
هذه ريح الذين يغتابون الناس)[6]
وكنت
تلغز لهم أحيانا، حتى يتوفر لهم جو المنافسة في طلب العلم، وحتى يختلط العلم عندهم
بالتسلية والمرح، ومن أمثلة ذلك قولك لهم: (إن من الشجر شجرة لا يسقط
[1] رواه مسلم رقم (537)، وأبو
داود رقم (930) و (931)