responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 98

صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)[1]، وكنت تقول لهم: ( إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره وولدا صالحا تركه أو مصحفا ورثه، أو مسجدا بناه أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته)[2]

لقد كانت هذه الأحاديث، وما تتضمنه من الترغيب في طلب العلم، ومهما اختلفت الظروف سببا في قيام أكبر حضارة علمية عرفها التاريخ، وهي تلك الحضارة المستندة لتلك التعليمات المقدسة التي كنت تبثها في تلك الأمة الأمية التي لم تكن تعطي العلم أي قيمة.

ولا تزال سيدي كلماتك حاضرة في كل الأجيال، يسمع لها كل الصادقين الذي يضحون بكل أهوائهم ومتعهم في سبيل أن ينالوا فضل المتعلمين والعلماء الذي وعدت به، وأخبرت عنه.

ولم يكن ذلك فقط ـ سيدي ما جئت به ـ بل إنك وضعت منظومة كاملة للتعليم، لا يتبعها صادق إلا وتحقق بالتلمذة الحقيقية، وأول مظاهر تلك المنظومة احترام العلوم، كل العلوم.. لأنها جميعا تؤدي إلى الله، وتهذب النفس، وتخدم المجتمع.. ولذلك كنت تعلم أصحابك من علوم كل شيء، وقد حدث بعضهم عنك قال: (ولقد تركنا رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم، وما يقلب طائر جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علماً) [3]

ومن أركان تلك المنظومة تلك الآداب التي كنت تدعو المتعلمين والمعلمين إليها، حتى لا يكون التعليم منفرا، وحتى لا يكون المعلم سببا لأي عقد نفسية يسببها لتلاميذه.. وقد روي في الحديث عن بعض أصحابك قال: (بينا أنا أصلي مع رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل


[1] ) مسلم وغيره.

[2] ) ابن ماجه بإسناد حسن والبيهقي، ورواه ابن خزيمة في صحيحه مثله.

[3] رواه ابن جرير وأحمد وعبد الرزاق، واللفظ لأحمد.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست