اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 97
بما
يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء،
وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء،
إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)[1]، وقولك: (ما من رجل تعلم كلمة،
أو كلمتين، أو ثلاثا، أو أربعا، أو خمسا مما فرض الله عز وجل فيتعلمهن ويعلمهن إلا
دخل الجنة)[2]
وعندما
جاءك بعضهم، وأخبرك أنه جاء يطلب العلم، قمت إليه فرحا مسرورا، وقلت له: (مرحبا
بطالب العلم، إن طالب العلم تحفه الملائكة بأجنحتها، ثم يركب بعضهم بعضا حتى
يبلغوا السماء الدنيا من محبتهم لما يطلب)[3]
بل
إنك سيدي كنت تخبر أن العلم لا حدود لطلبه، وأنه من المهد إلى اللحد، ولذلك كان
أشرف الموت أن يموت المؤمن، وهو يطلب العلم، وقد كان من ترغيبك في هذا قولك: (من
جاءه أجله وهو يطلب العلم لقي الله ولم يكن بينه وبين النبيـين إلا درجة النبوة)[4]، وقولك: (من طلب علما فأدركه كتب
الله له كفلين من الأجر، ومن طلب علما فلم يدركه كتب الله له كفلا من الأجر)[5]
بل
إنك سيدي كنت تعتبر العلم من الأعمال التي لا ينقطع أجرها، ولو بعد الموت.. وقد
كنت تقول لكل طالبي العلم: (إذا مات ابن آدم ٱنقطع عمله إلا من ثلاث:
[1]
) أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والبيهقي.