responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 94

هؤلاء يقرؤون القرآن، ويدعون الله، فإن شاء أعطاهم، وإن شاء منعهم، وهؤلاء يتعلمون ويعلمون، وإنما بعثت معلما)، ثم جلست معهم[1].

وقد كنت لذلك ـ سيدي ـ قدوة لكل المعلمين، بل مدرسة في فن التربية والتعليم، ولو أنهم تركوا أهواءهم، واتبعوك فيها، لما رسب تلميذ، ولا فشل أستاذ.

لقد رحت أبحث عن منهجك في التعليم، وسر قدرتك على تحويل أولئك البدو البسطاء، الذين كان هم أحدهم قاصرا على غنائم يغنمها، أو سلب يحصل عليه، أو طعام يأكله، فوجدت عجبا عجابا.. فأنت أخرجتهم من تلك الحال من غير أن تعدهم بأي وعود مرتبطة بدنياهم، بل اكتفيت معهم بتلك الوعود الإلهية العظيمة التي رفعت هممهم.

لقد كان ذلك أول ما شد انتباهي في تعليمك.. فتلك الدوافع السامية التي وفرتها لتلاميذك، وفي كل الأزمنة، هي التي جعلتهم يضحون بكل راحتهم ومتعهم في سبيل التحصيل والتعلم، مع أنهم لا يحصلون من جراء ذلك على شهادة يفتخرون بها، أو مال يكسبونه، أو مناصب تضمن لهم حياة مستقرة.

فقد ربطت لهم العلم بالله، حتى يتجردوا عن الأهواء.. وربطت جوائزه بفضل الله حتى لا يصبح العلم وسيلة لتحقيق المآرب والمصالح المحدودة..

ولذلك كنت تعتبر المتعلم والعالم في أقصى درجات الصلاح.. وأن مدادهم كدماء الشهداء، وسهرهم كقيام القائمين، وصوم الصائمين..

وقد كنت تقول لهم مرغبا في التعلم: (تعلموا العلم، فإن تعلمه لله خشية وطلبه


[1] رواه ابن ماجه برقم 229.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست