responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 88

الشح أهلك من كان قبلكم؛ حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم)[1]، ثم فسرت ذلك في حديث آخر، فقلت: (إياك والشح، فإنما هلك من كان قبلكم بالشح، أمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا)[2]

فلو أن البشر جميعا التزموا بهذه الحكمة، وساروا على منهاجها، لما حصل الاستعمار والاستبداد والاستغلال والظلم؛ فكل ذلك نتيجة البخل الذي امتلأت به تلك النفوس التي لا تشبع، والتي راحت تسرق خبز غيرها، وتقهرهم، وتسخرهم لمصالحها.

ولو أن الخلق التزموا بتلك الحكم العظيمة التي تأمر فيها بالتحكم في اللسان، وعدم إتاحة الفرصة له ليعبر عما يريد من غير ضوابط تحكمه، لوقوا أنفسهم من فتن كثيرة، ومفساد لا نهاية لها.. فقد كنت تردد كل حين، وعلى مسمع كل الأجيال قائلا: (الصمت حكم وقليل فاعله)[3].. (الصمت زين للعالم وستر للجاهل)[4].. (الصمت سيد الأخلاق، ومن مزح استخف به) [5].. (قولوا خيرا تغنموا، واسكتوا عن شر تسلموا)[6].. (من صمت نجا)[7].. (رحم الله من حفظ لسانه، وعرف زمانه، واستقامت طريقته)[8].. (من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثر كذبه، ومن كثر كذبه كثرت


[1] رواه أبو داود والحاكم.

[2] رواه البخاري.

[3] رواه القضاعي والديلمي في مسند الفردوس.

[4] رواه أبو الشيخ.

[5] رواه الديلمي في مسند الفردوس.

[6] رواه القضاعي.

[7] رواه أحمد والترمذي.

[8] رواه الحاكم في تاريخه.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست