responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 87

المجتمعات وانحرافها وتسلط المستبدين عليها، حيث قلت: (يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهنّ، وأعوذ باللّه أن تدركوهنّ: لم تظهر الفاحشة في قوم قطّ، حتّى يعلنوا بها إلّا فشا فيهم الطّاعون والأوجاع الّتي لم تكن مضت في أسلافهم الّذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان، إلّا أخذوا بالسّنين وشدّة المؤونة، وجور السّلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلّا منعوا القطر من السّماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد اللّه وعهد رسوله، إلّا سلّط اللّه عليهم عدوّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمّتهم بكتاب اللّه، ويتخيّروا ممّا أنزل اللّه، إلّا جعل اللّه بأسهم بينهم)[1]

لقد رحت أتأمل هذه الكلمات الخمس، فوجدتها الترياق الذي يعالج كل المصائب والمشاكل التي وقع فيها البشر.. ولو عملوا بها، لصلحت أحوالهم جميعا.. لكنهم يعرضون عنها، ليذهبوا لأولئك الذين يضلونهم باسم الحكمة والعلم والدراسات العلمية.

وهكذا وجدت الكثير من درر الحكمة الواردة عنك، والتي ترتبط بسنن الله في المجتمعات، والتي تجعل المتأمل لها، المتدبر في معانيها، عالما من علماء الاجتماع الحقيقي لا المزيف، ذلك الذي اختلط فيه الحق بالباطل، والعلم بالأهواء.

ومن أمثلة ذلك سيدي تلك الحكمة العظيمة التي تبين فيها سبب هلاك المجتمعات، فقد قلت: (اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلماتٌ يوم القيامة، واتقوا الشح فإن


[1] ابن ماجه (2/1332، رقم 4019)، وأبو نعيم (8/333)، والحاكم (4/583، رقم 8623)، والبيهقى فى شعب الإيمان (3/197، رقم 3315)، وابن عساكر (35/260)

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست