responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 86

ولهذا، فإنك سيدي ـ كما ذكرت عن نفسك ـ مدينة الحكمة، وأميرها، ومعلمها، وأستاذها، ومن شاء أن يلقن الحكمة، فإنه لا يمكن أن يجدها في غير مدينتك ولا مدرستك، لقد قلت في ذلك: (أنا مدينة الحكمة، وعلي بابها، فمن أرادها آتاها من بابها)[1]

ولذلك كانت كلمات الإمام علي ـ لطول صحبته لك، وتلمذته على يديك ـ من أفضل مصادر الحكمة، وأوثقها، وأجملها.. وعندما تعجب بعضهم من كلامه، وقال له: (يا أمير المؤمنين أفنبي أنت؟)، فقال له الإمام علي: (ويلك، إنما أنا عبد من عبيد محمد a)[2]

لقد رجعت ـ سيدي ـ إلى كلماتك التي لم يؤثر فيها تدليس المدلسين، ولا عبث العابثين.. تلك التي تنورت بنور القرآن.. وحفظت كما حفظ الذكر الحكيم.. ولم تمتد إليها يد اللصوص والأمراء.. فوجدتها ممتلئة بالحكمة.. كافية لأن تكون زادا للعقلاء لينهلوا منها كل ما يفيدهم في دنياهم وأخراهم، فالكلمة الواحدة من كلماتك، تغني من تدبرها عن الأسفار الكثيرة.

وكيف لا تكون كذلك سيدي، وقد قلت عن نفسك، وما وهبك الله من القدرة على التعبير عن الحقائق، وفي أخصر عبارة: (أعطيت جوامع الكلم واختصر لى الكلام اختصارا) [3]

لا أزال أحفظ سيدي من كلماتك تلك التي اختصرت فيها أسباب هلاك


[1] الشريعة للآجري (4/ 2069).

[2] التوحيد: 174/ 3.

[3] رواه البيهقى فى شعب الإيمان (2/160، رقم 1436)، وروى أوله البخاري 6 / 90، ومسلم رقم (523)

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 86
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست