اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 85
الحكيم البليغ
سيدي
يا رسول الله.. يا من آتاه
الله فصاحة اللسان، وبلاغة البيان، واختصر له الكلام اختصارا.. فصارت كلماته دررا،
يحفظها الحكماء، ويتتلمذ عليها العقلاء، ويجتنون من أطايبها كل فنون الحكمة.. فأنت
سيد الحكماء، وأنت معلمهم وأستاذهم ومربيهم.
وكيف
لا تكون كذلك ـ سيدي ـ وقد أخبر الله تعالى أن من فضائله عليك تعليمك الحكمة، من
غير أستاذ تفد عليه، ولا معلم تتذلل بين يديه.. بل كان الله هو معلمك الذي أغناك
عن كل معلم، قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلَ اللَّهُ
عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ
فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴾ [النساء: 113]
وكيف
لا تكون كذلك ـ سيدي ـ وقد أخبر الله تعالى أن من أوتي الحكمة أوتي خيرا كثيرا،
وهل هناك من أوتي الخير الكثير مثلك، قال تعالى: ﴿
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ
خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 269]
وكيف
لا تكون كذلك ـ سيدي ـ وأنت الذي أمرت بالدعوة إلى الله بالحكمة، وهل يمكن أن
يأمرك الله بأمر ليس في طاقتك، قال تعالى: ﴿
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾ [النحل: 125]
وكيف
لا تكون كذلك ـ سيدي ـ وأنت الذي ذكر الله من وظائفك تعليم الحكمة، فأنت لست حكيما
فقط، وإنما معلم الحكماء، قال تعالى ذاكرا دعاء جدك إبراهيم عليه السلام:﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ
يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾
[البقرة: 129]
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 85