وهكذا استطعت أن تهذب أمة من الناس.. لا في ذلك الجيل
فقط.. بل في الأجيال جميعا بتلك البشارات الإلهية التي أتاحها الله لك.. وبتلك
الإنذارات التي ملأت القلوب بالمخافة والحذر والحيطة، وجعلتها تلجأ إلى التقوى
والاستقامة، لتقهر كل دواعي النفس الأمارة.
فيا
سيدي يا رسول الله.. يا وسيلة الله العظمى لعباده.. فكما بشرت أصحابك وأحبابك..
فبشرنا.. وكما ملأت قلوبهم بالسرور، فاملأ قلوبنا.. وارزقنا رؤيتك في الدنيا
والآخرة.. فروحك الجميلة، ونورك الساطع، وسراجك المنير أعظم بشارة تتلقاها
قلوبنا.. فمن رآك في الدنيا رآك في الآخرة.. ومن سعد بك هنا سعد بك هناك.. فاجعلنا
من السعداء بك في الدارين.. لنعيش معك وفي صحبتك ننهل من بشاراتك ونتهذب
بإنذاراتك..
واجعلنا
يا وسيلة الله العظمى.. ويا صاحب المقام المحمود.. من الذي ورثوا منك البشارة
والنذارة.. فصاروا من المبشرين المنذرين على أقدام الرسل وأوصيائهم وأوليائهم..
حتى لا تميل بنا الأهواء، ولا تزج بنا البدع فيما حذرتنا منه.
واجعلنا
يا وسيلة الله العظمى من الذي يعطون للبشارة حقها.. فمن وفى للبشارة نالها، ومن
قصر في الوفاء أو فرط فيه كان من الخاسرين.. فنعوذ بك من ذلك، ونسألك أن نكون من
الناجين السعداء الفائزين..