اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 82
حينها
هزت البشرى قلوب أصحابك؛ فقام عمير بن الحمام، وقال مندهشا:(عرضها السموات
والأرض؟)، فقلت:(نعم)، فقال، والفرحة تكاد تطير به:(بخ بخ)، فقلت: (ما يحملك على
قولك بخ بخ؟)، قال:(رجاء أن أكون من أهلها)، فقلت مبشرا، وقد علمت صدقه:(فإنك من
أهلها)
فتقدم
الرجل حين سمع تلك البشارة ممتلئا سرورا؛ فكسر جفن سيفه، وأخرج تمرات فجعل يأكل
منهن، ثم ألقى بقيتهن من يده، وهو يقول: (لئن أنا حييت حتى آكلهن إنها لحياة طويلة)،
ثم تقدم فقاتل حتى قتل.
وهكذا
عندما كنت في مكة المكرمة، حيث فقدت الناصر والمعين.. ولم يكن بجوارك إلا عمك، كنت
تذهب إلى أسواق عكاظ ومجنة، وفي المواسم، وأنت تخاطب الناس قائلا: (من يؤويني؟ من
ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة)[1].. فقد كانت الجنة هي
بشارتك لهم.. لا الدنيا.. ولا الرفاه.. ولا أي شيء آخر.. وهل هناك شيء أفضل من
الجنة؟ وهل هناك طريق للرفاه والحياة السعيدة أفضل من الإيمان بالجنة؟
وهكذا
عندما رحل إليك السبعون الذين التقوا بك في شعب العقبة، وقالوا:(يا رسول الله علام
نبايعك؟)، فقلت:(تبايعونني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، والنفقة في العسر
واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله لا تخافوا في
الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم
وأزواجكم وأبناءكم)، فقالوا: (يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال حبالاً وإنا
قاطعوها، وإنا نأخذك على مصيبة الأموال وقتل الأشراف، فما لنا بذلك يا رسول الله
إن