وغيرها
من الآيات الكريمة التي تبين حقيقة البشارة، ومظاهرها، ووسائطها التي تكفل تحققها،
أو التي لا تتحقق من دونها.. ولذلك لم تكن بشاراتك مجرد نشوة أو فرح زائل، وإنما
كانت مصدرا لهمة عظيمة، وتغيير يرتبط بالحياة جميعا..
ولهذا
كان المؤمنون بك، الصادقون معك، لا يفرحون بشيء كما يفرحون بتلك البشارات التي
تزفها إليهم، لتنسيهم كل همومهم.. فقد كانت سلوى آل ياسر لمواجهة ما أعد لهم
الطواغيت من عذاب هو ما ذكرته لهم، وأنت ترى عظيم ما يعانونه.. لقد قلت لهم: (صبرا
آل ياسر إن موعدكم الجنة)[1].. فما إن سمعوها منك حتى
طارت نفوسهم شوقا إلى الجنة، وخرجوا من الدنيا، وهم يبتسمون.
وفي
معركة بدر، حين اشتدّ البلاء على المسلمين، ورأيت قلة عددهم، وضعف عتادهم، كانت
جائزتك العظمى التي حولت كل واحد منهم إلى جبل من جبال العزيمة، وحصن من حصون
القوة قولك لهم: (قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض، والذي نفس محمد بيده لا
يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة)[2]