اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 8
النبأ
العظيم
سيدي
يا رسول الله.. أيها النبأ العظيم الذي هم فيه يختلفون.
لقد
بحثت في تاريخ البشرية، وقلبت صفحات عظمائها، فلاسفتهم، وعلمائهم، وقادتهم،
وزعمائهم، ورجال دينهم.. فلم أجد شخصا كان له ذلك التأثير الذي كان لك على الرغم
من أنك عشت في بيئة صحراوية بدوية متخلفة عن ركب الأمم التي كانت تعاصرها.
وعلى
الرغم من كونك لم تكن مؤيدا بقيصر ولا بكسرى ولا بفرعون.. ولا بأي حاكم يمدك بما
تتطلبه الشهرة والجاه من فنون الإشهار.
وعلى
الرغم من كونك تعرضت للكثير من الهجمات من قومك الأدنين، ومن غيرهم من الأبعدين..
الذي اجتمعوا جميعا على حربك وتشويهك.. فكتبوا القصائد، ونشروا الجنود، وأعدوا كل
أنواع العدة لإطفاء نورك.. ومع ذلك لم تزد الأيام نورك إلا تألقا واشتعالا
ولمعانا.
ولم
يكن ذلك وحده ما أثار عجبي.. وإنما ذلك التسجيل العجيب لكل مجريات حياتك.. بل حتى
لمن حظي بالجلوس إليك وموالاتك، أو خسر بالابتعاد عنك ومعاداتك.. كلهم حفظت
أسماؤهم وأنسابهم والكثير من تفاصيل حياتهم.
أما
أنت، فقد حفظت لنا حركاتك وسكناتك.. وأقوالك وأفعالك.. حتى ابتسامتك التي كنت
ترسلها كل حين.. حفظت لنا، فعرفنا متى ابتسمت، ومتى غضبت.. وما الذي فعلت، وما
الذي لم تفعل.
وقد
جُند لذلك جنود كثيرون من الرواة والمحدثين والعلماء في كل المجالات..
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 8