اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 7
الصورة
المشوهة التي رسمها له أعداؤه القدامى والمحدثين، من الذين يشعرون أو لا يشعرون.
وننبه
ـ كذلك ـ إلى أنا ابتعدنا في الكثير من تلك الروايات على النقل الحرفي لها، إما
بسبب احتوائها للكثير من التفاصيل التي لا تغنينا، أو لكونها تحتوي على بعض
التشويهات التي نرى أنها دست على النبوة.
وهذا
بناء على تصورنا للتعامل مع الحديث، والذي تحدثنا عنه بتفصيل في كتاب [سنة بلا
مذاهب]، وهو عدم رمي الحديث بسبب بعض ألفاظه أو جمله، إذا ما كان فيه بعض المعاني
الصحيحة، ذلك أن الجزء المرفوض قد يكون من تصرف الرواة، وليس من أصل الحديث، كما
روي عن أبي هريرة أنه حدث عن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أنه قال: (أفضل الصدقة ما ترك غنى، واليد العليا خير من اليد
السفلى، وابدأ بمن تعول. تقول المرأة: إما أن تطعمني وإما أن تطلقني، ويقول العبد:
أطعمني واستعملني، ويقول الابن: أطعمني، إلى من تدعني)[1]
وعندما
سئل بعد روايته للحديث، فقيل له: يا أبا هريرة، سمعت هذا من رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم؟ قال: (لا، هذا من كيس أبي
هريرة) [2]
فالجزء
الأول من الحديث صحيح، لكن الجزء الثاني، وهو قوله: (تقول المرأة: إما أن تطعمني
وإما أن تطلقني، ويقول العبد: أطعمني واستعملني، ويقول الابن: أطعمني، إلى من
تدعني)، فإنه واضح في كونه من تصرف الراوي، ولذلك لا يصح رمي الحديث جميعا بسبب تصرف الراوي في بعض أجزائه.
[1] رواه أحمد 2/ 252 (7423) وفي 2/
476 (10175)، والبخاري: 5355 وأبو داود: 1676...