responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 78

البشير النذير

سيدي يا رسول الله.. يا من أرسله الله ليحمل أعظم الحقائق للبشر، وأكثرها تعلقا بسعادتهم وشقاوتهم، فكان البشير الذي يبشر بالسعادة وأبوابها ومفاتيحها في الدنيا والآخرة، وكان النذير الذي يحذر من كل ما يحرم من السعادة، ويجلب الشقاء، وفي كل الشؤون، وكل الأزمنة.

لقد تأملت كل المبشرين والمنذرين في الدنيا؛ فوجدتهم أقزاما بجنبك، وبجنب ما جئت به.. فالطبيب يبشرنا بالصحة، ويحذرنا من المرض.. لكن الصحة سرعان ما تتهدم، والمرض سرعان ما يتغلب.. والنشوة التي حصلت بها البشارة سرعان ما تزول.

والأستاذ يبشرنا بالنجاح، ويحذرنا من الرسوب.. لكن نشوة النجاح تذهب مع الأيام.. والسرور الذي صاحبها يتلاشى.. ولا تبقى منه إلا الذكريات التي قد تنسى حلاوتها، وقد تتحول إلى مرارة.

وهكذا.. فإن كل المبشرين أو المنذرين غيرك.. يبشرون بشؤون قاصرة محدودة.. أو ينذرون من أمور يفيد إنذارهم فيها زمنا محدودا، لا ممدودا.. ولذلك يتلاشى التبشير والإنذار بتلاشيها.

أما أنت يا سيدي يا رسول الله.. فتبشيرك وإنذارك يمتد للأبد.. فأنت جئت لذلك الإنسان البسيط المحدود الذي ينظر إلى تعاقب الليل والنهار كل حين، لينتظر اللحظات التي يحل عليه فيها العجز والمرض والموت.. وهو ممتلئ بالخوف منها.. ومن المصير الذي سيصير إليه..

جئت إليه لتخبره أنه لا داعي لكل تلك الآلام.. فما يعيشه في الدنيا ليس سوى

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 78
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست