اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 77
ربك؛
فالقرآن الكريم هو مدرسة الأمثال الكبرى، وأنت تلميذه الأكبر، ولذلك لا غرابة أن
تكون أمثالك مدرسة لهذا الفن العظيم من فنون المواعظ.
لست
أدري ما أقول لك سيدي.. وكيف أشكو لك حال المواعظ بعدك، وكيف تحولت إلى بضاعة
يتاجر بها المتكلفون المتنطعون لاستدرار العواطف من غير أن يكون لها تأثير حقيقي..
حيث يكون همهم ذلك التأثير العاطفي المحدود الذي لا ينبني عليه أي عمل.. بخلاف
مواعظك سيدي، والتي تصف الداء والدواء.. وتتسلل إلى النفوس والقلوب والجوارح،
وتملأ الحياة بالحركة الإيجابية النافعة الممتدة، التي لا يتوقف تأثيرها على تلك
اللحظات المحدودة.
فأسألك
ـ يا سيدي يا رسول الله ـ وأتوسل بك إلى ربي أن يجعلني من المستنين بسنتك في الوعظ
والهداية.. حتى تكون كلماتي دواء لا داء.. وترياقا لا سما.. ومعراجا يصعد
بالإنسان، لا هاوية يسقط فيها.. فإن قوما من الواعظين الذين زعموا أنهم يستنون
بسنتك راحوا يعظون باسمك؛ فملأوا الدنيا خرابا، وملأوا حياة الناس شقاء.. وشوهوك
وشوهوا دينك أعظم تشويه.
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 77