responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 76

دقيقة، لا يمكن تغيير لفظة عن محلها، ولا تبديلها بأخرى.

وكانت لذلك قصيرة يمكن لمن شاء أن يحفظها، ليرددها كل حين ويتأثر لمعانيها.. فالكلام الطويل يؤثر بعضه على بعض، وينسخ بعضه بعضا، وقد ورد في الحديث أنك لم تكن تطيل الخطبة يوم الجمعة، وقد ذكر ذلك آخر، فقال:(إن النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم كان يحدث حديثاً لو عدّه العادّ لأحصاه)[1]

وكنت سيدي في مواعظك تنتهج ما أمرك به القرآن الكريم من الموازنة بين التبشير والإنذار؛ فأنت المبشر النذير الذي يعرف النفوس ودوافعها، فيحركها بكل لطف، لتهذب نفسها بنفسها، وبلين ولطف من غير إكراه وعنف.

وكنت سيدي في مواعظك تستعمل كل ما آتاك الله من الأساليب.. فتقص عليهم القصص، وتذكر لهم الأمثال، وتبين لهم أنواع العبر التي يمكن أن يعتبروا بها.

وأنت في ذلك تنفذ ما أمرك به ربك من تلك الأساليب التي لا يزال البشر يعتبرونها أرقى أساليب التأثير والتربية، وقد قال لك ربك:﴿ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (لأعراف:176)

بل إن الله تعالى هو الذي تولى تعليمك فن القصص التربوي، فقال:﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾ (يوسف:3)، وأخبر عن تأثير القصص في نفس المتلقي، فقال:﴿ وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾ (هود:120)

وهكذا كنت تضرب في مواعظك الأمثال، وتعبر لهم عن معانيها، تأدبا بما علمك


[1] رواه البخاري (4/231) ومسلم (7/167)

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست