responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 79

مرحلة اختبار.. وأنه بعد نجاحه في الاختبار سيتحول إلى عالم مملوء بالجمال، تتحقق له فيه كل الأمنيات.. فالفقير يغتني.. والمريض يشفى.. والشيخ يصير شابا.. والمبتلى يصير معافى.. والذي فقد أحبابه يعودون إليه.. والذي فقد مسكنه أو لم يجد أين يلجأ سيجد القصور في تلك الدار التي لا يصيبها الموت، ولا الفناء.. ولا تنزل بأرضها الزلازل.. ولا تتنزل من سمائها حمم البراكين.

ولم تأت لتخبره بذلك فقط.. وإنما جئت تذكره بالطريق المستقيم المختصر الذي يوصله إلى تلك المحال الشريفة الممتلئة بالسعادة من غير معاناة ولا ألم.

وجئت لتخبره بالعقبات التي تقف بينه وبين تلك المحال السعيدة.. والشقاوة التي تنتظره إن هو لم يتجاوزها، أو سكن إليها، أو سكن إلى أعدائه ووسوستهم.

وكل هذه المعاني لا يمكن أن تكون لغيرك ـ سيدي. فكل المبشرين أو المنذرين السائرين على غير طريقك، لم يتجاوزوا هذه الدنيا، وما يرتبط بها من سعادة ورفاه.. ولذلك كانت بشاراتهم وإنذاراتهم محدودة قاصرة، لا تلبي حاجات النفس التي لا تنتهي.. وطمعها الذي لا يملؤه إلا الخلود.

لذلك كنت ـ سيدي ـ باب السعادة الأكبر.. فمن وصل إليك دخل مدينة السعادة التي لن يخرج منها أبدا..

ولا أقصد بالسعادة ـ سيدي ـ سعادة الآخرة فقط.. بل سعادة الدنيا أيضا.. فأنت لم تبشرنا بالجنان فقط، وإنما بشرتنا بربنا.. وأخبرتنا أننا لسنا مهملين على هذه الأرض، وإنما لنا رب رحيم كريم لطيف، نحن نأوي إلى كنفه، ونأكل من رزقه، وننهل من خيره، فكل مفاتيح سعادتنا بيده.. فلذلك كانت صلتنا به هي الجنة، وكان تواصلنا معه هو الحياة الحقيقية التي لا يحلم بها من لم يعرفه، أو يعرف لذة وصاله.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست