responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 73

اللغات التي تفهمها، كما قال تعالى يصفه: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (يونس:57)، وقال:﴿ وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ﴾ (النور:34)، وقال:﴿ هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (آل عمران:138)

وكيف لا تكون مواعظك كذلك، وأنت الذي اجتمعت لديك كل المعاني والأدوات التي لم تجتمع للخطباء جميعا.. فأنت مثل ذلك الذي يصف شيئا يراه، ويدعو إليه، عن عيان، لا عن سماع، ولذلك كانت مواعظك ممتلئة بالحياة، وقد عبرت عن ذلك، فقلت: (إن اللّه لم يحرم حرمة إلا وقد علم أنه سيطلعها منكم مطلع، ألا وإني آخذ بحجزكم أن تهافتوا في النار كتهافت الفراش والذباب)[1]

بل إن الله تعالى وصفك بذلك، ووصف معه حرصك الشديد على إيمان الناس وصلاحهم، لأنك ترى رأي العين النيران التي يقحمون فيها أنفسهم، قال تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة: 128]

وكيف لا تكون كذلك، وأنت عين من عيون رحمة الله لعباده، بل أنت الرحمة الكبرى، بل شمس الرحمة التي تفيئ إلى دفئها جميع الخلائق؟

ولذلك كانت كلماتك ترياقا يعالج النفوس، ومعراجا تعرج به الأرواح، وإكسيرا تتحرك فيه الذوات أسمى حركة جوهرية عرفها الوجود..

لا أزال أذكر سيدي تلك الموعظة البليغة التي وعظت بها شابا صغيرا هو ابن


[1] رواه أحمد، وأبو يعلى، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (7/ 210)

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست