responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 72

الواعظ الخطيب

سيدي يا رسول الله.. يا من جعل الله كلماتك البليغة ترياقا للقلوب، وشفاء للصدور، ومحركا للجوارح.. فلا يسمعها صادق إلا تخلى عن كسله، وأخذ كتابه بقوة، وتحول من متمرد معارض إلى مؤمن مسالم.

لقد رحت أتأمل كلماتك ومواعظك التي بلغتنا، وقارنتها بكل مواعظ البلغاء والخطباء والأئمة، من المسلمين وغيرهم، فوجدت أنك ملك الخطباء والوعاظ، وأصدقهم، وأكثرهم تأثيرا.

ووجدت أن كلماتك لا تبليها الأيام، ولا تؤثر فيها السنون، ولا يجعلها التكرار مملة، بل هي دائمة الجدة والحياة، وتؤثر في كل الأوقات.. لأن معانيها تنبع من بحر الحقيقة الذي لم تكدره دلاء الأهواء والوساوس.

وكيف لا تكون مواعظك كذلك، وأنت الذي لم تعظ إلا بالإذن الإلهي الخاص، الذي دعاك إليه ربك، فقال: ﴿ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً﴾ (النساء:63)، والله ما دعاك لذلك إلا بعد علمه بتوفر كل القدرات المرتبطة به لديك..

ولذلك لم تكن مواعظك سيدي مطربة للآذان ببلاغتها فقط، وإنما كانت مطربة أيضا للأرواح والأنفس، حيث تتسلل إليها بكل رفق، لأنها تنطلق من تلك المعرفة اللدنية التي وهبك الله، والتي جعلتك ترى الحقيقة الإنسانية أمامك بكل لطائفها وجوانبها، فتخاطبها جميعا، لتثير أشواقها لسلوك طريق الحقيقة المستقيم.

وكيف لا تكون مواعظك كذلك، وأنت الذي تنزل عليك القرآن الكريم بحروفه ومعانيه، والقرآن الكريم هو كتاب المواعظ الأكبر، الذي يخاطب كل اللطائف، وبجميع

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست