وقد
ورد في التفسير أنها بمجرد أن أنزلت عليك، رحت تدعوهن ليخيرنك أو يخيرن زهرة
الحياة الدنيا، فاخترنك جميعا.. وهل يمكن لعاقل أن يختار غيرك.
فأسألك
ـ يا سيدي يا رسول الله ـ أن تتوسل إلى الله بأن أكون وارثا لك في البلاغ؛ فأصبر
كما صبرت، وأدعو كما دعوت، وأتحمل كما تحملت، ولا ألين كما لم تلن.. حتى أكون من
أهل قولك: (نضر الله عبدا سمع مقالتي هذه فحملها، فرب حامل الفقه فيه غير فقيه،
ورب حامل الفقه إلى من هو أفقه منه) [1]
وحتى
أحشر مع الذين وصفهم الله تعالى بأنهم لا يخافون فيه لومة لائم.. وحتى أكون تحت
لواء الصادقين معك يوم القيامة.. فلا ينال شرف الدخول تحت ذلك اللواء في الآخرة
إلا من كان تحته في الدنيا.
وأسألك
ألا أكون من الذين يبلغون ما لا يفهمون، أو يدعون إلى ما لا يستوعبون، أو يخالفون
بأفعالهم ما يبلغونه بأقوالهم، حتى لا يكون بلاغي فتنة وتشويها لدينك ورسالتك..
فإنك يا سيدي يا رسول الله لا ترد من استجار بك، أو طلب شفاعتك..
[1] رواه أحمد (21/ 60)، وابن ماجه
(236)، والبيهقي في الشعب (7514)
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 71