responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 69

فانظروا كيف تخلّفوني في الثّقلين؟.. الثّقل الأكبر كتاب الله، طرف بيد الله عزّ وجلّ، وطرف بأيديكم فتمسّكوا به لا تضلّوا، والآخر الأصغر عترتي، وإنّ اللّطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض، فسألت ذلك لهما ربّي، فلا تقدّموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا)

ثمّ أخذت يد الإمام علي بيدك الشريفة، ثم رفعتها، حتى بان بياض إبطيهما، ثم قلت مخاطبا الجموع الكثيرة: ((أيّها النّاس، من أولى النّاس بالمؤمنين من أنفسهم؟)، فأجابوا: الله ورسوله أعلم، فقلت: (إنّ الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن كنت مولاه فعليّ مولاه)، ثم كررت ذلك، وأكدته، ثم ختمه بقوله: (اللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحبّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحقّ معه حيث دار، ألا فليبلّغ الشّاهد الغائب)[1]

لقد كنت تعلم تأثير ذلك في الناس، وخاصة في القرشيين الذين كانوا يتوهمون أن الإمامة منصب دنيوي، وأنه كما كان لبني هاشم النبوة، كان لغيرهم من القرشيين الإمامة، لكنك مع ذلك بلغت أمر الله، ولو أنك كنت تعلم أنهم لن ينفذوه..

ولذلك أثنى الله تعالى عليك، وأنك كنت المبلغ لكل حقائق الدين وقيمه، وبأحسن صورة، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ﴾ [الأحزاب: 39]

هذه بعض جوانب أمانتك في التبليغ، وحرصك عليه.. ولا يمكننا أن نحيط بها جميعا.. فقد كنت القرآن الناطق الذي لم يكتف بتبليغ الكلمات، وإنما أعطى النموذج


[1] ما أوردناه هنا هو من روايات متفرقة وردت في الصحاح والسنن وغيرها، انظر: صحيح مسلم (2408) والترمذي (3788) واللفظ له. وغيرهما كثير.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست