responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 65

لهم أن مصدر الكلمات التي جئتهم بها من الله، وليس من عندك، قال تعالى: ﴿ قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الفرقان: 6]، وقال: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ﴾ [الحاقة: 38 - 47]

وغيرها من الآيات الكريمة التي تخبر أنك مبلغ عن الله، وأن الذي جئت به ليس من عندك..وقد كان في إمكانك ـ سيدي لو كنت كما يذكرون ـ أن تنسب تلك الكلمات إليك، وحينها سينبهرون بك، وببلاغتك المعجزة، وسيصبحون جميعا من أتباعك، وليس أولئك العبيد والفقراء فقط.. وحينها كان يمكن أن يتوجوك بتاج الملك عليهم..

وهذا وحده كاف للعقول في كونك رسولا لله، وأن ما جئت به ليس من عندك.. وإلا فإنهم لو لاحظوا كل الشعراء والأدباء والفلاسفة وغيرهم، وحرصهم على نسبة كل كلمة أو جملة إليهم، وفرحهم بما يكتبونه أو يذكرونه، لعرفوا أنه يستحيل أن تكون تلك الكلمات النورانية المعجزة من عندك.

وكيف تكون من عندك، وهي تدعوك، وفي تلك الظروف القاسية، أن تترك الأمر لله، ليعذبهم، أو يرحمهم، لأنك مجرد مبلغ عن الله، ولست مكلفا بهدايتهم أو السيطرة عليهم، قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾ (الزمر:41)، وقال: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾ (الشورى:6)، وقال: ﴿نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ﴾ (قّ:45)، وقال: Pلَسْتَ

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست