responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 66

عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍO (الغاشية:22)، وغيرها من الآيات الكريمة التي تنزع عنك كل مسؤولية على العباد، وتجعل الأمر لله وحده.

ولو أنهم ـ سيدي ـ نظروا في تلك الآيات التي تدعوك لمقابلة سخرية الساخرين واستهزاءهم بالعفو والصفح والحلم، لعلموا أن الأمر خارج عن عالم البشرية، وأن الذي قال تلك الكلمات أقدس من أن تؤثر فيه البيئة أو الظروف المختلفة.. فقد كان القرآن حينها ينزل ليقول لك: ﴿ وَقِيلِهِ يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ (88) فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾ [الزخرف: 88، 89]، ويقول: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 97 - 99]

ولو أنهم ـ سيدي ـ تأملوا في تلك الآيات التي تعاتبك، بل تشتد عليك، لعلموا أنه يستحيل أن يعاتب الشخص نفسه، وبتلك الشدة، وقد قالت عائشة تخبر عن بعض تلك الآيات، وأنها دليل على كونك لم تكتم شيئا من الوحي الذي أنزل عليك: (لو كان رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم كاتما شيئا مما أنزل الله عليه، لكتم هذه الآية على نفسه: ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا﴾ [الأحزاب: 37])[1]

وقد جاء بعدها قوله تعالى: Pمَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ


[1] رواه أحمد (43/ 166)، و الترمذي (3208)

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 66
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست