اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 60
وقد
نزلت هذه الآية الكريمة بعد غزوة أحد، والتي خالفت فيها رأيك، ونزلت فيها عند
رأيهم، وكان ذلك سبب ما حصل من انتكاسة، وكأنها تقول لك: (استمر على مشاورتهم، ولا
تتراجع بسبب ما حصل.. ففي ذلك الخير والبركة، وإن جاءت النتيجة في إحدى المرات على
غير ما تحب، فالعبرة بالعاقبة)
ولذلك
تروي كتب السيرة والسنن الكثير من مشاوراتك؛ فقد شاورتهم في غزوة بدر، قبل القتال،
وفى أثنائه، وبعده. ولم تدخل المعركة إلا بعد أن اطمأننت على رضا جمهورهم.
وشاورتهم
في غزوة أحد؛ فنزلت إلى رأى الأكثرية التي تخالف رأيك، وخرجت إلى المشركين، مع أنك
كنت ترى البقاء والقتال داخل المدينة.
وشاورتهم
في الخندق، وقد أشار عليك حينها سلمان الفارسي بالاقتداء بما كان الفرس يفعلونه
للدفاع في الحرب، وقال لك: (يا رسول الله كنا بفارس إذا حوصرنا خندقنا علينا)؛
ففعلت ما ذكره، ورحت كواحد من الناس تشتغل بالحفر معهم، وكلما صعب عليهم الحفر في
موضع، انتدبوك لتقوم بذلك.
لقد
كانت تلك الغزوة التي اجتمعت فيها كل الأحزاب لتستأصل الإسلام من جذوره، أعظم دليل
على قيادتك الحكيمة للأمة، فقد أنقذت المسلمين من تلك المؤامرة بصبرك وحكمتك،
وارتد المشركون والمنافقون واليهود وغيرهم ممن تألبوا عليك فارغي الوفاض، لا
يقدرون على شيء.. بل زادت مهابتك في قلوبهم، فلم يتجرؤوا على أن يجتمعوا مجددا.
لقد
ذكر الله تعالى تلك المواقف الحرجة التي مر بها المسلمون، وكيف كنت السبب في
خلاصهم، فقال: P إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ
فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 60