responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 58

من أجل مصالح محدودة.

ولم يكن هذا الجانب الفريد في قيادتك.. بل كنت مدرسة للقيادة، وفي أجمل صورها، وأكمل معانيها.. ولو أن البشر جميعا تخلوا عن كل ما درسوه في القيادة، وراحوا يتأملون حياتك، وكيف كنت ولا تزال القائد المخلص، لنهلوا القيادة من أعذب مواردها.

إنهم يرون القادة، يتبجحون، ويستكبرون، وقد يصلون إلى بعض أهدافهم المحدودة، بعد أن يذيقوا من كان معهم أصناف الهوان.. لكنهم عندما يتأملون قيادتك الحكيمة، يرون تواضعك لأصحابك، ورأفتك بهم، ومخالطتك لهم، وكأنك أحدهم، لا تتميز عنهم بشيء، وقد قال بعضهم يصفك: (والله ما كان رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم تغلق دونه الأبواب، ولا يقوم دونه الحجاب، ولا يغدى عليه بالجفان، ولا يراح بها عليه، ولكنه كان بارزا، من أراد أن يلقى نبي الله a لقيه، كان يجلس على الأرض، ويطعم ويلبس الغليظ، ويركب الحمار، ويردف خلفه، ويلعق يده)[1]

ووصفك آخر، فقال: كانت في رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم خصال ليست في الجبارين، كان لا يدعوه أحمر، ولا أسود، إلا أجابه، وكان ربما وجد تمرة ملقاة فيأخذها، فيرمي بها إلى فيه، وإنه ليخشى أن تكون من الصدقة، وكان يركب الحمار عريا، ليس عليه شيء) (2)

وعندما لقيك بعضهم، وتوهم أنك تشبه كل القادة والزعماء أصابته رعدة، فقلت له مهدئا: (هون عليك، فإني لست بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد)[2]


[1] رواه أحمد في الزهد، وابن عساكر ـ وقال: هذا حديث مرسل ـ وقد جاء معناه في الأحاديث المسندة.

[2] رواه ابن سعد.

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست