اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 53
وقال
[ساديو لويس]: (لم يكن محمد نبي العرب بالرجل البشير للعرب فحسب. بل للعالم. لو أنصفه الناس. لأنه لم يأت بدين خاص بالعرب. وأن تعاليمه الجديرة بالتقدير
والإعجاب تدل على أنه عظيم في دينه. عظيم في أخلاقه. عظيم في صفاته. وما أحوجنا
الى رجال للعالم أمثال محمد نبي المسلمين)
لكن
الكثير من أمتك سيدي ـ مع كل هذا الكمال والجمال الذي كنت عليه، وجئت به ـ أعرضوا
عنك، وراحوا يعملون أهواءهم، ويقتبسون من الشرق والغرب، ويخلطون ذلك ببعض هديك كما
يفعل من يخلط السم بالعسل.. فأوهمهم العسل أنهم على هديك، وأنك إمامهم لكن السم
كان يسري في حقائقهم ليدمرها، ويشوهك، ويشوه هديك.
لقد
ذكرت سيدي ذلك، وحذرت منه، ودعوت إلى صفاء المنبع، فقلت: (والّذي نفسي بيده لقد
جئتكم بها بيضاء نقيّة لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحقّ فتكذّبوا به أو بباطل
فتصدّقوا به، والّذي نفسي بيده لو أنّ موسى صلّى الله عليه وسلّم كان حيّا ما وسعه
إلّا أن يتّبعني)[1]
وقد
أخبرت سيدي عن ذلك الدخن الذي يختلط فيه هديك بغيره، فقلت لمن سألك: (هل بعد ذلك
الشّرّ من خير؟)، فأجبته قائلا: (نعم، وفيه دخن)، فسئلت: وما دخنه؟ فقلت: (قوم
يستنّون بغير سنّتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر)[2]
ولذلك
كنت تحذر من البدع، واتباعها، وتعتبرها أكبر من يصرف الناس عن إمامتك، ليتخذ الناس
بعدك أئمة جهلة يضلون ويُضلون، وكنت تقول: (من أحدث في