اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 52
الصغيرة،
الممتلئة بالدنس، وقد روي أن بعضهم جاءك، فقال: (يا رسول الله، إني مررتُ بأخٍ لي
من قُرَيْظَة، فكتب لي جَوَامعَ من التوراة، ألا أعرضها عليك؟)، فقلت له: (لو أن
موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعنى)[1]
كان
غضبك سيدي كغضب الطبيب من المريض الذي يترك العلاج عنده، ويذهب إلى المشعوذين
والدجالين ليدمر صحته باتباعهم، وترك من جعلهم الله واسطة لحفظ صحته، وعلاج
أدوائه.
ولذلك
كنت أنت يا رسول الله ولا تزال ترياقا يعالج كل هموم الأمة ومشاكلها.. وكنت ولا
تزال الإكسير الأحمر الذي يحول حالها من أسوئها إلى أحسنها.. وكنت أنت المنقذ
والمغيث للأمة والمخلص لها من كل الأزمات.
وقد
شهد لك بذلك من عرفوك ولو لم يتبعوا سبيلك، وقد قال المفكر والأديب الإنجليزي [جورج
برنارد شو] عنك: (ما أحوج العالم الى محمد ليحل مشاكل العالم وهو يحتسي فنجان قهوة)
وقال
[ليتسين] مخاطباً لك بأبيات من الشعر يقول فيها: (يا ابن مكة ويا نسل
الأكرمين.. يا معيد مجد الآباء والأمهات.. يا مخلص العالم من ذا العبودية.. إن
العالم ليفتخر بك.. ويشكر الله على تلك
المنحة العزيزة.. ويقدر لك مجهوداتك كلها.. يا نسل الخليل إبراهيم.. يا من منحت
السلام الى العالم.. ووفقت بين قلوب البشر.. وجعلت الخلاص شعارك.. يا من قلت في
شريعتك: إنما الأعمال بالنيات.. لك منا جزيل الشكر)
[1] رواه أحمد (3/ 387، رقم 15195)
قال الهيثمى (1/ 174): رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزار.
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 52