اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 49
الحكمة
من غير مدنها ولا أبوابها.
يا
سيدي يا رسول الله.. هم لم يكتفوا بذلك.. بل راحوا إلى الإسرائيليات والغنوصيات
الشرقية والغربية.. ولكل من هب ودب ينهلون منه حقائق الوجود، وكأن المعارف التي
جئتهم بها نقية خالصة لم تكن كافية لتروي ظمأهم المعرفي.. فراحوا يمزجون العسل
المصفى الذي جئتهم به بمياه المستنقعات المكدر.. فاختلط الدين عليهم.. وأصبحت
المعرفة بالله مجموعة من الطلاسم التي تصرف عن الله أكثر مما تعرف به، أو تقرب
إليه.
يا
سيدي يا رسول الله.. فأسألك أن تنقذني من كل تلك الأوهام التي نشرها المؤثرون
لغيرك، حتى تكون أنت أستاذي ودليلي وشيخي..
وأسألك
أن تزج بي في بحر المعارف الخالصة النقية التي جئت بها، ودعوت إليها، حتى لا يتسرب
إلى عقلي، ولا إلى قلبي، ولا إلي حقيقتي تلك الأهواء الممزوجة بوساوس الشياطين..
فأنت صاحب الشفاعة العظمى، والجاه العظيم.. لا ترد من سألك، ولا تخيب من طلبك..
ولا تصد من استجار بك.. بل تؤويه وتطعمه وتسقيه من طعامك الذي ذكرته، فقلت: (وأيكم
مثلي؟ إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني)[1]
[1] البخاري- الفتح 13 (7241) واللفظ
له، ومسلم (1104)
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 49