responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 48

جمعنا ما كتب في جميع الديانات، وما تنزلت به جميع الكتب المقدسة، وما تفوه به كل القديسين على مدار التاريخ سابقه ولاحقه، ما وصل إلى جزء بسيط من تلك الثروة العظيمة التي لا نزال نتنور بنورها، ونتزود بمعانيها.

ولو قارنا ما تركته لنا من حيث المعنى بما جاءت به كل الديانات، وما ذكره كل القديسين.. لوجدنا الفروق الهائلة العظيمة.. فأنت كنت تغترف من البحر الذي لم يكدر، والمنبع الذي لم يبدل..

ولو أضفنا إلى تلك الثروة العرفانية العظيمة التي تركتها ما تركه لنا ورثتك وعترتك الذين لم ينهلوا إلا من منهلك العذب.. لما كان لغيرك ظهور معك.. وهل يمكن للكواكب البعيدة أن تظهر مع الشمس الساطعة التي لا يحجبها شيء؟

لقد رحت ـ سيدي ـ أتأمل كلماتك وأدعيتك وحديثك عن ربك وحديثك عن الوجود، فعشت معان سامية لا يمكن أن يعبر عنها إلا من ذاقها من كأسك، فأنت الذي تسقي أمتك من حوضك في الدنيا قبل أن تسقيهم في الآخرة.. ومن لم يشرب من حوضك في الدينا، فلن يشرب منه في الآخرة.

ما عساي أن أقول لك ـ سيدي رسول الله ـ وأنا أرى أمتك تعرض عن كثير مما تركته لهم من معارف صافية خالصة نابعة من بحر حقائق الوجود المقدس.. إلى أنهار مدنسة بالأهواء، ممتلئة بوحي الشيطان.

لقد تركوا ـ سيدي ـ أدعيتك ومناجياتك التي قلتها، أو قالها عترتك الطاهرون الوارثون لك، واخترعوا كثيرا من الأدعية البديلة.. وبألفاظ ركيكة، وبمعاني ممتلئة بالغموض.. ليتقربوا بها إلى الله، فلم يزدادوا منه إلا بعدا.. فما عرف الله من لم يعرفك، وما عرف الله من سلك غير سبيلك، وما عرف الله من زهد فيما جئت به، وراح يطلب

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست