فهذه
الآيات الكريمة تدل على أن معارفك بالله، والملائكة، والأنبياء، وجميع حقائق
الوجود، معارف مشاهدة وعيان، لا لبس فيها.. وليست مجرد معلومات ألقيت إليك من غير
أن تكون قد رأيتها أو عشتها.
ولهذا،
فإن من ذكر رؤيتك لله لم يكن كاذبا في ذلك؛ فلا يمكنك أن تكون دليلا على الله وأنت
لم تره.. وكيف لا تراه أنت، وقد قال تلميذك الأكبر الإمام علي لمن سأله: هل رأيت
ربك حين عبدته؟ فقال: (ويلك ما كنت أعبد ربّا لم أره)، قال: وكيف رأيته؟ فقال:
(ويلك لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان)[1]
وكيف
لا تراه، وأنت الذي ذكرت مقام الإحسان الذي هو دون مقامك بكثير،