responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 45

العارف المحقق

سيدي يا رسول الله.. يا أعرف الخلق بالله، وأعلمهم به، وأقربهم منه، وأكثرهم ذكرا له، وأهداهم في الدلالة عليه.

ما عسى مثلي أن يتحدث عن معرفة مثلك بالله، وبحقائق الوجود، وأنت الذي قلت لأولئك الذين أرادوا أن يتخذوا لسلوك طريق المعرفة منهجا غير منهجك: (ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه فوالله إني لأعلمهم بالله، وأشدهم له خشية)[1]

وكيف لا تكون كذلك، وأنت الذي تنزل عليك القرآن الكريم، وهو دائرة المعارف الكبرى لكل حقائق الوجود.. وما تنزلت عليك آية إلا وقد عشتها، وذقتها، وتنزل عليك من فهمها ومعانيها وأسرارها ما لا تطيقه الخلائق؟

وكيف لا تكون كذلك، وأنت الذي كنت تبصر بعيني بصرك وبصيرتك ما لا يطيق غيرك أن يبصره، أو يدركه، وقد كنت تقول في ذلك: (أرى مالا ترون، وأسمع مالا تسمعون، أطّت السّماء وحقّ لها أن تئطّ، ما فيها موضع أربع أصابع إلّا وملك واضع جبهته لله ساجدا)، ثم عقبت على ذلك بقولك: (والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، وما تلذّذتم بالنّساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصّعدات تجأرون إلى الله)[2]

وكيف لا تكون ذلك، وأنت الذي سماك الله عبدا.. ولا ينال حقيقة العبودية إلا


[1] رواه البخاري- الفتح 13 (7301) واللفظ له. ومسلم (2356)

[2] الترمذي (2312) وقال: حديث حسن واللفظ له، وابن ماجة (4190) وقال محقق جامع الأصول (4/ 13): إسناده حسن. وأحمد في المسند (5/ 173)

اسم الکتاب : رسائل إلى رسول الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست